حتى الصادقين يسألون

قال تعالى : { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} (الأحزاب:8)
هذه الآية انخلع لها قلوب بعض العارفين فقالوا: إن كان الصّادقون يُسألون عن صدقهم، فما بالك بمن لم يحقق الصدق؟

وقال تعالى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } (الملك:2).
أحسن عملًا : قال الفضيل بن عياض: أخلصه وأصوبه، (أخلصه ما كان لله، وأصوبه أي ما كان على السّنّة)، فإذا عمِل العبد أفضل الأعمال على سنة رسول الله، ولكنه غفل عن تفقد قلبه ولم يُرد العبد بعمله وجه الله ليكون حجة عليه!
و قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
(إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ).

وفي الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).
وقال عليه الصلاة والسلام: (من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم)
وقال : (مَنْ تعلّم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة)

قال الحسن البصري: لا تجد المؤمن إلا محاسبًا لنفسه ماذا أردت بأكلتي، ماذا أردت بشربتي، ماذا أردت بخطوتي، ماذا أردت بكلمتي، وأما المنافق فيمضي قُدمًا لا يسأل نفسه عن شيء!