طاعة للنبوة وعقل موحد


عن عابس بن ربيعة ، عن عمر -رضي الله عنه- أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله ، فقال : إني أعلم أنك حجر ، لا تضر ، ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.
ينسى بعض المتنطعين قول الله تعالى : وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ( الحشر : ۷ ) ويظن أنه أعقل من كبار الأئمة الذين جمعوا بين المتابعة للمعصوم ا فيما رأوه يعمل به ، وبين احترام قواعد الفقه والعقيدة ، وهو أن الأحجار وسائر المخلوقات لا تضر ولا تنفع ، وكما علم النبي ابن عمه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- : « يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف.
من كتاب الأربعون الصحية للدكتور حسن الشافعي ص ٢٧