في الحج نرى معنى المساواة في أجلى صورة وأتمّها، فالجميع قد اطَّرحوا الملابس والأزياء المزخرفة التي تختلف باختلاف الأقطار، واختلاف الطبقات، واختلاف القدرات، ولبسوا جميعًا ذلك اللباس البسيط – الذي هو أشبه ما يكون بأكفان الموتى- يلبسه الملك والأمير، كما يلبسه المسكين...

إن الأرض المقدسة وما لها من ذكريات، وشعائر الحج وما لها من أثر في النفس، وقوة الجماعة المسلمة وما لها من إيحاء في الفكر والسلوك؛ كل هذا يترك أثره واضحًا في أعماق المسلم؛ فيعود من رحلته أصفى قلبًا، وأطهر مسلكًا، وأقوى عزيمة على الخير، وأصلب عودًا أمام مغريات...

كلما كان حج المسلم مبرورًا خالصًا لله؛ كان أثره في حياته المستقبَلة يقينًا لا ريب فيه، فإن هذه الشحنة الروحية العاطفية تهز كيانه المعنوي هزًّا، بل تنشئه خلقًا آخر، وتعيده كأنما هو مولود جديد، يستقبل الحياة وكله طهر...

عمل الخير ليس حسّيًا فقط، بل قد يأخذ عمل الخير شكلًا معنويًا عظيمًا، مثل: إدخال السرور على إنسان، ومسح دمعته، ومعالجة قلقه وهمِّه، وملء نفسه بالتوكل والثقة بالله، ومطاردة شبح اليأس من قلبه.

الله تعالى يحكم على الناس بغالب أعمالهم، فمن ثقلت موازينه فهو المفلح، ومن خفّت موازينه فقد خاب وخسر، مع أن الله تعالى ـ بفضله ورحمته ـ يُضاعف الحسنات ولا يُضاعف السيئات: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا...

{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} ورد في القرآن مرتين: الأولى بحق بني النضير، والثانية بحق بني قريظة، وهُم من تعرفونهم، أما العرب الكافرون فقال عنهم: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}، {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} لأن العرب على كفرهم وقتذاك أشجع ممن نتكلم عنهم، وفيكم فطانة، ومن الأنساق ورود كل من الصيغتين مرتين.. والأربع...

‏سورة الكهف في قلب المصحف (في الجزء الخامس عشر)، وهي في قلب سور الحمد (الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر)، وتتحدث عن نعمة هي قلب النِّعَم “القرآن العظيم”{الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ...

“الهُدى” واحد من أهم محاور سورة النحل، واقرأ:{وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} {فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ} {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ} {وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى} {وَيَهْدِي مَنْ...

في أول سورة المؤمنون {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} وختامها {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}، وفي تاليتها سورة النور جمع الأمرين للمؤمنين {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} {وَأُولَئِكَ هُمُ...

سر وجود هذا الدستور الأخلاقي في سورة الإسراء كأن القرآن الكريم يقول لنا: إنّ رسولكم أعظم الرسل لأنه أعظم الناس أخلاقاً: {وإنك لعلى خُلق عظيم}.والخُلق العظيم ما كان راسخاً كالطود العظيم لا يتزعزع ولا يتزحزح ولا يهتز ولا يتحول، بل هو ثابت قارّ، لا يتغير. وكأن ارتقاء أمته مرتبط بهذا الدستور، وكما ارتفع نبيكم صلى الله عليه وسلم فوق مراتب البشر جميعاً بمن فيهم الأنبياء...